مقال عن فيلم "نحنا ولاد المخيّم" على موقع الجزيرة الوثائقيّة
21/07/2017
بعد عدد جيد من الأفلام التسجيلية المهمة التي وثقت بملحمية وقنوط يوميات من الثورة السورية، من بداياتها وحتى دخولها نفق العنف العالقة فيه حتى اليوم، والتي عُرضت العام الفائت، وَصَلَ أخيرًا إلى العروض المهرجانية السينمائية الدولية الفيلم التسجيلي الطويل الأول الذي يسجل بدايات ويوميات ومآلات الثورة ذاتها على حيوات أهل المخيمات الفلسطينية الكبيرة التي تقع على أطراف العاصمة السورية دمشق.
يُقدم المخرج السوري الفلسطيني الشاب سامر سلامة في فيلم "194، نحنا ولاد المخيم"، والذي عرض قبل أيام في الدورة الأخيرة لمهرجان " Visions du Réel" السويسري، حكاية داخل حكاية في عالم كان يموج بالبشارات وعلى مشارف انعطافات تاريخية حاسمة. صُور الفيلم...
المزيد
مقال عن فيلم على حافّة الحياة وفيلم آخر على موقع الجزيرة الوثائقيّة
19/07/2017
لا إشارات على أن وتيرة العمل لإنتاج المزيد من الأفلام التسجيلية الجديدة التي تتعرض للأزمة في سورية ستتباطأ قريباً، إذ لا تخلو أغلب الدورات الأخيرة من المهرجانات السينمائية الكبيرة أو المتخصصة بالسينما التسجيلية من هذه الأفلام، والتي تبدأ على منصاتها رحلاتها إلى الجمهور. في الوقت الذي يصل جُلّ هذه الأعمال التسجيلية دون أخبار أو دعايات مسبقة، وبعيداً عن انتباه واهتمام الصحافة العربية أو الأجنبية، حتى المتخصصة منها بالسينما. يقف وراء معظم أفلام العامين الأخيرين مخرجون ومخرجات سوريون مجهولون، والذين وثقوا أزماناً من حيواتهم الخاصة على وقع المأساة العامة المحيطة بهم، وحملوا الصور التي سجلوها معهم إلى بلدان الهجرة والمنافي التي...
المزيد
ماذا كنّا نشاهد؟ ماذا كنّا نشاهد؟
07/06/2017
لم يعد لمعنى الكلمات العلاقة نفسها بالأشياء، لقد غيّرتْه كما تراه ملائماً. بات الفعل المتهوّر شجاعةً أمينة؛ والتأنّي الحذر حجّة الجبان؛ والاعتدال قناع الضعيف؛ وأن تعرف كلّ شيء هو ألا تفعل شيئاً.
- توسيديدس عن فساد اللغة خلال الثورة في كورفو، في كتاب “تاريخ مختصر للأخلاق” لألسدير ماكنتاير.
يراودني هذا السؤال تقريباً كلّما ضغطت على كليب من سوريا. وما أن أقرأ تفسيراً يحاول أن يثبت معنى واحداً وناجزاً، حتّى يظهر كليب آخر ويقوّضه. وحين أحاول أن أبدأ بصوغ نظرية عن الفيديوهات الآتية من سوريا، أجد فئة كاملة من الكليبات تجافي تحليلي. من المستحيل، ربّما، كتابة نظرية حاسمة عن الفيديوهات التي ظهرت في...
المزيد
اللاجئون "السوريون": آخر الجماعات الحديثة في عالم يعيش في ماضيه السحيق
05/04/2017
ست سنوات من الموت المعلن، لم تستقر هوية الضحية على تجانس تام ولم ينجح القتلة في صناعة هوية بلا خدوش. نجح الشعب السوري، مرغما على الأرجح، في تعطيل سعي القتلة إلى جريمة بلا عقاب. واقع الأمر أن معظم ما حصل في سورية حتى اليوم لم يغير واقعة أساسية. ثمة مئات الآلاف من السوريين الذين بقيوا هدفا للقتلة من كل الجهات. ليس مجديا أن نذكر حوادث محددة من تاريخ هذه المقتلة. كل متابع لما يجري في هذا البلد، لديه ثبت بضحايا كثر يفوق عددهم وسيرهم قدرة أي منشور على جمعه بين طياته. ذكر الواقعة ليس مجديا أو منتجا. لأن الإمعان في...
المزيد
أرشيف الكارثة الذي لم يكُن
13/03/2017
تشير الفنانة الإيرانية آزادة أخلاقي في مقابلة معها إلى أن هاجس توثيق الموت بدأ يؤرقها غداة انتفاضة الإنتخابات الإيرانية عام ٢٠٠٩، تحديداً بعد انتشار فيديو ندا آغا-سلطان التي أرداها رصاص الشرطة الإيرانية فيما كانت تشارك في التظاهرات. في تلك المرحلة الدقيقة من الانتفاضة الإيرانية وثّقت عشرات الكاميرات لحظة مقتل الشابة التي تحولت مادةً بصريةً شاهدها الملايين من الإيرانيين. نتج عن التوثيق البصري للحظة الظلم القصوى حالةُ غضب، فحداد جماعي سكن ذاكرة الإيرانيين الذين عاشوا معاً حدادهم على لحظة تاريخية كانت مليئة بآمالٍ أُحبطت لاحقاً.
الصورة كشاهدِ قبر
دعا التوثيق البصري للحظة مقتل ندا سلطان الفنانة آزادة أخلاقي إلى طرح عددٍ من...
المزيد
عن فيلم "الآن: نهاية الموسم" في القدس العربي
05/10/2016
برلين ـ رند صباغ: لم يكن المخرج اللبناني أيمن نحلة بحاجة للكثير من الكلام ليوصل جزءا كبيرا من حكاية سوريا، تلك التي إن عرفنا بدايتها، فلا أحد يستطيع التنبؤ بنهايتها، فصل من الحكاية قد يطابق مراحل كثيرة منها، ويشرح من دون لغو أو صورٍ قاسية هول المأساة، ومن له عينان ليرى، فليشهد.
يفتتح نحلة فيلمه «الآن: نهاية الموسم» بمشهدِ للسياح في تركيا وهم يستمتعون على أطراف جبل الملح، لينقلنا بالصور تدريجيا إلى إزمير بعد كيلومترات قليلة فقط، فيبدأ ببناء صورته شيئا فشيئا، حتى يسافر بك كل كادر إلى بعد جديد من أبعاد الحكاية، وهو يزيد تدافع الأسئلة نحو رأسك بشكل...
المزيد
إيلان وعمران نموذجين لانقضاء زمن صورتهما
27/09/2016
بالأبيض والأسود يظهر في الصورة رجل متشبث بنافذة الشاحنة وقد تفحم. لسبب ما لم تتمكن ألسنة اللهب من محو ملامحه تماما فبدا مطبقا بشدة على اسنانه يحاول الخروج من العربة المحترقة لكن النيران كانت أسرع وأقوى منه فاحتجزته في مكانه وثبتته يصارع الموت حتى اللحظة الأخيرة.
الرجل جندي عراقي وصورته التُقطتْ على ما عُرف بطريق الموت الذي يربط شمال الكويت بجنوب العراق حيث كانت قوات التحالف في حرب الخليج عام ١٩٩١ تقصف موكباً عراقياً يحاول التراجع.
بعد ساعات قليلة من قصف المواكب العراقية التي تناثرت عرباتها المحروقة وجثث عناصرها في الصحراء التقط المصور الاميركي "كينيث جاريكيه" صورة الجندي التي كانت تحوي كل...
المزيد
الضحية السورية أو كيف نعلم العالم الندم؟
02/08/2016
في الثاني من تموز 2016 مات إيلي فيزل. اليهودي الروماني الأميركي، والكاتب والأستاذ والناشط السياسي. إيلي فيزل واحد من الناجين من محارق النازية وحامل نوبل للسلام. والأرجح أن الأقدار شاءت أن يعيش فيزل ليشهد مرة أخرى في حياة واحدة محرقة مماثلة للتي نجا منها.
تذكر إيلي فيزل اليوم يكاد يكون أمرا نادرا. ذكرنا الرجل الذي مات في العام 2016، حين مات أن ثمة أحداث جرت من قبل، هائلة وخطيرة وفي وسعها أن تقترب مما يجري اليوم.
ثمة فوارق كثيرة بين الزمنين. الزمن الذي سبق تحول اليهود شعبا رغما عنهم، بمعنى من المعاني، والزمن الراهن الذي حول شعبا إلى يهود هذا القرن. منفيون...
المزيد
عن فيلم "حب في الحصار" في موقع سوريتنا
20/06/2016
توثيق الحياة اليومية تحت الحصار، كان ومازال مادة أثيرة مطلوبة لدى الوسائل الإعلامية كافة، وقد جرى التركيز إعلامياً على حالة الحصار التي عاشها ويعيشها جنوب مدينة دمشق، وخاصة منطقة مخيم اليرموك، في عدة أوقات بعد أن نشرت صفحات الناشطين صوراً عن حالات موت تسبب بها الجوع. وقد حاول النظام الالتفاف على حصاره الجائر للمدنيين الذين منع عنهم الغذاء وإمكانية التحرك خارج المكان عبر إدخال مساعدات غذائية محدودة بين الحين والآخر، ولكنَّ شيئاً ما لم يتغير في حقيقة رسوخ الجوع كحالة عقابية، يتم تطبيقها على سكان هذه المنطقة وغيرها تحت شعار “الجوع أو الركوع”..! هدوء الحملات التي كانت تركز على هذه...
المزيد
تصوير اللاجئين 2: خريطة لتدبير الإبحار في الخارج
16/06/2016
في عرض البحر، يركب الهاربون قواربهم، التي تمخر، وتتقدم فوق الماء وأمواجه. خلال مغامرة اليم هذه، يشقون خارجهم، الذي كلما راحوا فيه، يتسع، وكلما تخطوه، ينبسط. هنا، يقعون في انفرادهم بأنفسهم، وإنطلاقاً من ذلك، يمارسون بدء وجودهم في أرض سيالة، بعيدة الأجل، حيث يكونون على خلوتهم. فالبحر يوفر لهم عزلةً، هي شرط وجودهم فيه، مثلما أنها شرط قدرتهم عليه، أي التحرك المتوازن فوق سطحه، فلا يمكنهم أن يبارحوها، لأن ذلك يؤدي إلى هبوطهم في عمقه، ولا يمكنهم أن يبقوا داخلها، لأنها تشتد مع اتساع فضائه أكثر. من داخل هذه العزلة، يحملون كاميراتهم، ويصورون بها رحلتهم في الخارج، محاولين تدبيره، ومحولين...
المزيد
المخرج السوري مطر اسماعيل الفائز بجائزة سمير قصير لموقع إيلاف
08/06/2016
باريس: "ثورة الحرية التي أسّس لها سمير قصير، بكتاباته وآرائه واستشرافه، واستشهد من أجلها، لا تقف عند أبواب حاكمٍ ومستبدّ، أو طاغيةٍ ظالم"، تقول الإعلامية جيزيل خوري، بينما كانت تستعد لتسليم جائزة سمير قصير لهذا العام في الذكرى السنوية الحادية عشرة لاغتيال الكاتب والمؤرخ سمير قصير.
المئات يتقدّمون للفوز بالجائزة التي تقدّمها المؤسسة بالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان. الفئات تتضمّن مقال الرأي، وفاز عن هذه الفئة الصحافي السوري ماهر مسعود، ثمّ فئة التحقيق الاستقصائي، التي فاز عنها الصحافي المصري محمد طارق. أمّا الفئة الأخيرة فهي للتقرير السمعي البصري، وربحها الصحافي السوري مطر إسماعيل.
واقعية قصوى
يروي إسماعيل في فيلمه معاناة عائلة...
المزيد
مقال في الجزيرة نت عن فيلم "حب في الحصار" ومخرجه الحاصل على جائزة سمير قصير
08/06/2016
استطاع الفيلم السوري "حب في الحصار" أن يشق طريقه للفوز بواحدة من أهم الجوائز العربية، ساردا المعاناة اليومية لأسرة سورية ومن ورائها آلام السوريين الواقعين تحت وطأة الحرب والحصار والتشرد.
وفاز الفيلم الذي أخرجه الشاب مطر إسماعيل بجائزة سمير قصير لحرية الصحافة عن فئة التقرير السمعي البصري، وذلك في دورتها الحادية عشرة الأسبوع الماضي، والتي تنظمها مؤسسة سمير قصير بالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان.
والفيلم الذي يمتد 15 دقيقة وتم تصويره في جنوب العاصمة السورية دمشق، يجسّد يوميات عائلة مكونة من أب وأم وأربعة أطفال في ظل الحصار، حيث يصوّر معاناتهم في الحصول على أبسط احتياجاتهم كالطعام والماء والدفء.
سلاح الجوع
وذهب...
المزيد
تصوير اللاجئين 1: العالم يلتقط الهاربين في جنازته
04/05/2016
تنطوي الصورة، التي ظهر إيلان شنو فيها، على مفارقة شديدة وبائنة، ومفادها سؤال بعينه: من أي جهة جاء الطفل إلى الشاطئ؟ فإذا كان قد أتى من البحر، فجثته تنفي ذلك، لأنها تتجه نحو البحر إياه، وإذا كان قد قدم من البر، فثيابه مبللة، ونافل التذكير بأن مرتديها قضى غريقاً.
لقد جاء الطفل، وفي الوقت نفسه، من الجهتين، إذ ركب البر والبحر، ووقع في الوسط بينهما، ولأن جسده، بعد ذلك، رغب في الماء، بدا كأن الجانبين يحضران خلفه، بحيث تخطاهما، وعندما كان يمضي في خارجهما، داهمه الموت. لقد كان البر من ورائه، والبحر أيضاً، أما، الذي برز بأمواجه أمامه فهو الخارج، الذي...
المزيد
العرض الأخير- سينما اليرموك
14/04/2016
السابعة والنصف تماماً
شوارع المخيم خاويةٌ تماماً على عروشها، لا شيء يؤنس وحدة هذه الجدران المحطمة، المتكدسة فوق بعضها البعض ككتبٍ مستعملة رماها أصحابها دون قراءة، النباتات التي نمت و ارتفعت في وسط الطريق زادت وحشة المكان، كدليلٍ إضافيّ على أنّ زمناً طويلاً انقضى دون مرور أحدهم من هنا، حتّى القطط هجرت هذا الطريق.
تتخذ الشمس مسارها اليوميّ هبوطاً في البعيد،
شعاعٌ أخيرٌ يضيء الغبار المتناثر في هذا الغروب الجاف، صمتٌ عميق يلفّ المكان يقطعه طنين حشرة حاولت عبثاً التشبث بزهرة جافّة،
في منتصف الطريق و في الجهة المقابلة للشمس تماماً، ظهر هذا الرجل،
أكوام الغبار المتكدسة هنا وهناك أخلت الطريق مذعورة أمام خطواته الواثقة،...
المزيد
مقال عن فيلم "يمان" في موقع صوت
10/03/2016
بعيدًا عن السينما الوثائقية السورية التي تصاعد الاشتغال عليها بشكل أكبر مما كانت عليه قبل آذار/مارس 2011، في مقابل انحسار سينما الأفلام الروائية الطويلة، يقدم المخرج السوري عامر البرزاوي في شريطه السينمائي القصير "يمان" المصور بتقنية "ستوب موشن"، والتي يمكن اعتبارها من التقنيات الجديدة المستخدمة في صناعة الأفلام القصيرة في سوريا، صورة مختلفة لما يقدم عن الأطفال السوريين في أشرطة السينما الحالية.
"أنا يمان... مخترع"، بهذه الكلمات يعرف يمان صاحب الأحد عشر عامًا عن نفسه، ليبدأ بعدها روايته لإحدى الأفكار التي راودته في حلمه، وهي صنع آلة تمكنه من تحويل ورق المحارم من حالة ساكنة إلى حالة متحركة للدفاع عن نفسه،...
المزيد
مقال عن فيلم "منازل بلا أبواب" في موقع الجزيرة الوثائقية، بقلم محمد موسى
29/02/2016
بالكاد تغادر كاميرا الفيلم التسجيلي "منازل بلا أبواب" Houses Without Doors للمخرج السوري أواديس كابرئيليان، شرفة الشقة التي كانت تُصوِّر منها في مدينة حلب السورية. والتي ستكون الإطلالة التي يعاين منها المخرج أحوال مدينته. ومنها سيوجِّه كاميرته أحياناُ على العائلة الصغيرة التي كان يسكن عندها. من تلك الشرفة يُصوِّر المخرج في مشاهد يضيق أُفقها تدريجياً عبر زمن الفيلم انزلاق المدينة البطيء إلى عنف لم تخرج منه لليوم.
تضيق عدسة المخرج وإلى درجات الاختناق والعتمة، وهي ترصد انهيارات المدينة على وقع نيران، كانت تقترب كزلزال من الحاضرة السورية. لا تواريخ أو تفاصيل في الفيلم السوري الصادم الذي عُرض في برنامج "فورم" في الدورة الأخيرة لمهرجان...
المزيد
مقال عن فيلم "حب في الحصار" في موقع "لكم"
29/12/2015
تحتفظ الذاكرة بما هو جدير بالحفظ و كل مشهد في شريط مطر اسماعيل جدير فعلا بالحفظ.
لست ادري كم مرة شاهدت "حب في الحصار" منذ ان نشر رابطه احد أصدقائي السوريين على حائطه في الفضاء الأزرق. لا بكاء و لا قصف و لا مشاهد حرب "نمطية". "سوريا الحرب" مشهد خلفي. في فناء ما كان بيتا في يوم ما، تتعالى موسيقى الراديو، أم تمشط شعر طفلها، أب يجمع خردة ليعد بها نار الطعام. تعيش الاسرة الدمشقية منذ سنتين في حصار قتل المئات جنوب العاصمة السورية جوعا ومرضا. تحملنا القصة الى خيط النور الذي يرافق من لم يموتوا. أم تخرج صباحا في شوارع...
المزيد
مقال عن فيلم"حب في الحصار" في "المدن" بقلم روجيه عوطه
29/12/2015
لا يحيل الفيلم القصير لمطر اسماعيل، "حب في الحصار" (إنتاج بدايات)، إلى صورة عن التهلكة والإدقاع. بل أن المحنة فيه، وهي الحصار المستمر الذي يضربه نظام بشار حافظ الأسد على جنوب دمشق منذ أكثر من عامين، مُسجلة على سبيل غير مضر بالماكثين بها. فلم يستولِ السكون على المحاصرين، وهم في الفيلم أسرة واحدة، ولم يجمدوا بفعل إكراههم على الجوع والعطش، كما أن خور البقاء وشحّ مقوماته لم يكسرهم. فقد أدركوا أن الوجوم في وضعهم يرادف انهزامهم، مثلما أن انقطاعهم عن الحركة يساوي امتثالهم. غير أنهم، وبحسبما جاؤوا أمام الكاميرا، لم يتوقفوا عن بناء طرقهم إلى الوجود، ولو في حده الأدنى،...
المزيد
مقال عن فيلم "Coma" في جريدة المدن الالكترونية، بقلم رائد الرافعي
07/12/2015
كيف يكون الإنتظار؟ إنتظار عودة حبيبٍ غائب، أو مدينةٍ تتفتّت، أو ماضٍ يتحلّل. فيلم المخرجة السورية، سارة فتاحي، "COMA" (كوما أو الغيبوبة)، يدخل في أعماق حالة الإنتظار بعبثيتها وقساوتها عندما تكون عودة ما مضى مستحيلة. الحتمية الوحيدة هي أنّ الزمن يمرّ عبر الإيقاع الثابت لضربات عقارب الساعة الثقيلة في غرفة جلوس منزلٍ دمشقي وعبر الفصول التي تتهاوى بانتظام على المدينة وأهلها.
فيلم فتاحي، الذي حصد جوائز في مهرجانات سينمائية عالمية هذه السنة، يعالج تفاصيل حميمة لحياة ثلاثة نساء في ثلاثة عقود مختلفة من الزمن ويوثّق يومياتهن تحت سقف المنزل الواحد. فتاحي ولمدة أربع سنوات تقريباً صوّرت والدتها وجدّتها في داخل شقّتهن...
المزيد
مقال عن فيلم "الآن: نهاية الموسم" في جريدة المدن الالكترونية، بقلم روجيه عوطة
16/11/2015
في فيلمه القصير، "الآن: نهاية الموسم" (إنتاج بدايات)، الذي عرض مساء الأحد 15 تشرين الثاني، ضمن ملتقى "أشغال داخلية 7" في "أشكال ألوان"، يصور أيمن نحلة لحظة من لحظات الخروج السوري، أي التي تفصل الهرب من براميل "البعث" وإرهابه عن الهرب عبر البحر الى احدى البلدان الأوروبية. وهذه اللحظة، مكانها كاراج إزمير، حيث يصل السوريون بأمتعتهم، من حقائب وأكياس، ويهمون في ترقب الإقلاع منه. بين الوصول والإقلاع، هناك إنتظار، موضوعه البائن، إشارة مقبلة من المهربين، لكنه، وفي الوقت نفسه، يسود في كل رجائه ويسم أي شيء قد يقترب منه، محولاً اياه الى مُنتَظَر.
إلا أن الإنتظار لا يجيء بشكله دائماً، بل...
المزيد
مقال عن فيلم "حصار" في صحيفة القدس العربي بقلم راشد عيسى
06/04/2015
لم يكفّ مخيم اليرموك منذ بدء الحصار عن كتابة يومياته، كلمات وأشرطة تسجيلية وبيانو يتجول في أزقة المخيم وساحاته. كذلك يخرج اليوم من قلب الحصار تسجيليٌ يحمل اسم «حصار، أربع حكايات من اليرموك، وفيه يكتب المخيم سينمائياً جزءاً من يومياته، بعد أن تعلم بعض شبابه خلال ورشة عمل بالسكايب كيف يصنعون أفلاماً عن حياتهم، لنجد أنفسنا أمام بشر تعلّموا أولاً كيف يخترعون أنفسهم في قلب حصار متعدد الوجوه والطبقات.
«حصار» (9:14 دقيقة – 2015) هو عبارة عن أربعة أفلام يتراوح زمن واحدها أقل من دقيقتين، أخرجها عبدالله الخطيب، ضياء يحيى، مؤيد زغموت، براء نمراوي، جمال خليفة، محمد سكري، وسيم منور، عبد...
المزيد
مقال عن فيلم "يوم وزر" في صحيفة العربي الجديد بقلم ملاذ الزعبي
21/01/2015
"يوم وَزِر" ، هو عنوان آخر الأفلام القصيرة، والذي أطلقته مؤسسة "بدايات" السورية للفنون السمعية والبصرية، كأول فيلم تقدمه المؤسسة في العام الجديد. العمل الذي أخرجته وقامت بتصويره عزّة الحموي يمتد لست دقائق و49 ثانية، ويقارب بشكل أساسي جدليّة الهوية. تنطلق الحموي من انقسام الهوية بين العاصمة دمشق التي يسيطر عليها النظام من جهة، ومناطق الريف الدمشقي التي تسيطر عليها قوات المعارضة من جهة أخرى، مع كل الاختلافات الرمزية والسياسية والبصرية والإنسانية بين المكانين.
تنقلنا المخرجة معها في رحلة قصيرة، تبدأ من غرفتها التي تخيط فيها حقيبة صوفية صغيرة ستستخدمها لإخفاء كاميرتها، لنتجول معها في شوارع العاصمة، من ساحة "الأمويين" إلى...
المزيد
مقال عن فيلم "بلدنا الرهيب" في صحيفة الاهرام اليومية بقلم وحيد عبد المجيد
13/11/2014
يثير دور المثقف فى المجتمع وقضاياه جدلاً لا نهاية له منذ بداية العصر الحديث. وكثيراً ما يبدو هذا الجدل مرتبكاً مثله مثل المعنى المقصود بالمثقف نفسه. فمن هو المثقف؟ هذا سؤال تختلف الإجابة عنه بمقدار تعدد مداخل الاقتراب منه، مثلما تتنوع الصفات التى يعبر كل منها عن فهم مختلف لدور المثقف وموقفه وموقعه، أو عن حال هذا المثقف، ومن بينها الملتزم والثورى والعضوى والطليعى فى جانب، والساكن والتابع أو الدائر فى فلك الحكم والانتهازى و"المبرراتى" فى جانب آخر.
ويأخذ هذا الجدل مناحى عدة تختلف من منطقة إلى أخرى فى العالم، ومن بلد إلى بلد، ومن مرحلة إلى غيرها. ويثير الانتباه الآن...
المزيد
مقال عن فيلم "بلدنا الرهيب" في العربي الجديد بقلم هيفا بيطار
07/11/2014
غصت قاعة معهد العالم العربي في باريس، في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بجمهور غفير لم يعقه مطر باريس الغزير، عن حضور الفيلم الوثائقي للمخرج السوري، محمد علي الأتاسي، (بلدنا الرهيب)، والذي يجسد تجربة المثقف المناضل، ياسين الحاج صالح، وزوجته سميرة الخليل، التي خطفتها جماعة مُتطرفة، منذ أكثر من عام مع الناشطة رزان زيتونة وزوجها. وأشير هنا إلى أن بعض الحضور لم يتمكنوا من متابعة الفيلم لقسوته، لأننا سورية بلد رهيب فعلاً. لن أتحدث عن الجانب السياسي للفيلم، على الرغم من أن ياسين الحاج صالح اعتقل، وهو في العشرين من عمره وطالب في السنة الثالثة في كلية الطب البشري، ستة...
المزيد
مقال يتطرق لفيلم "بلدنا الرهيب " في صحيفة الجمهورية بقلم ايمن جزيني
31/10/2014
في فيلم عُرض في الأشرفية تحت عنوان «بلدنا الرهيب» للكاتب السوري محمد علي الأتاسي ويتناول سياقات من «الثورة السورية»، سُئل المثقف ياسين الحاج صالح عن سبب بقائه في بلاده المدمرة ردحاً من الزمن، فأجاب أنّ دوره كمثقف هو البقاء إلى جانب شعبه وأنّه كان يرغب بمعايشة التغييرات التي لطالما تمنّى أن يراها في بلاده منذ أربعين عاماً.
حال الحاج صالح مخالفة لبعض مثقّفي المقاهي والمكاتب في لبنان الذين تحوّلوا بلا سابق إنذار، عاملين في ميادين الإغاثة. فجأة إرتفعت حساسيتهم تجاه «العنف»، وكان بعضهم نظّر له (العنف) في مواقف عدة من محطات البلد خلال الحرب الأهلية وقبلها. بل وقبلوا بـ»عزل» فئة من...
المزيد
مقال في صحيفة العربي الجديد عن فيلم "بلدنا الرهيب" بقلم خالد الاختيار
22/10/2014
ليست رحلة يسيرة تلك التي يقترحها علينا الوثائقي السوري "بلدنا الرهيب"، للمخرجين محمد علي الأتاسي وزياد حمصي. فالشريط، الذي قدّم في عرض أول أخيراً في بيروت، يتعرّض لجزء من مسيرة الكاتب السوري المعارض ياسين الحاج صالح، الذي يقرّر مغادرة الغوطة الشرقية الخارجة عن سيطرة قوات النظام، متوجهاً نحو مدينته الأم، الرقّة، التي سرعان ما سيكتشف استحالة البقاء فيها، بعد أن عاثت فيها الميليشيات المتأسلمة قطعاً للأرزاق والأعناق.
يوثّق المخرجُ الشاب، حمصي، الرحلة التي قد تتخذ في أي لحظة منعطفاً يهدد حياة الجميع. ليعبر مع الحاج صالح هضاباً وفيافٍ نحو الشمال، حيث يدخل المخرج الثاني، الأتاسي، على خط العمل، في وقت يقرّر...
المزيد
مقال عن فيلم "بلدنا الرهيب" في جريدة الاخبار بقلم عبد الرحمن الجاسم
21/10/2014
بعد مشاهدة العرض الأول لوثائقي «بلدنا الرهيب» الذي أقامته مؤسستا «بدايات» للفنون البصرية و«هنريش بول» الألمانية في «متروبوليس أمبير صوفيل» أخيراً، سنفهم أنّ الشريط خالٍ من أي بروباغندا للثورة السورية، ومن الشتائم المستهلكة لعائلة الأسد على السواء. لا حاجة لكل ذلك. الفيلم (حائز الجائزة الكبرى في «مهرجان مرسيليا الدولي» ٢٠١٤) الذي أخرجه زياد حمصي ومحمد علي الأتاسي هو تأريخٌ لرحلة الكاتب المعارض ياسين الحاج صالح، من دمشق وصولاً إلى منفاه الاختياري والقسري في إسطنبول (أكتوبر 2013). لم يخب ظن الحاضرين الذين أتوا لمشاهدة دمار البلد «الجميل» الذي عرّاه الشريط إلى حدٍّ كبير.
نشاهد الدمار الذي خلّفه النظام السوري على الأبنية والمدن،...
المزيد
مقال لسليم البيك عن فيلم "بلدنا الرهيب" في جريدة القدس العربي
21/10/2014
باريس ـ «القدس العربي : حين يكون البلد رهيباً، واقعاً بين ترهيبَين قد يفوق كل منهما على حدة مجموع الترهيب الواقع على معظم الشعوب العربية، أولهما هو نظام آل الأسد بما ارتكبه في فترة حكمه ما قبل الثورة ثم ما ارتكبه منذ اندلاع ثورة السوريين حتى اليوم، وثانيهما هو تنظيم داعش بما استطاع ارتكابه في فترة وجيزة، وبما يمكن تخيّله من ارتكابات لاحقة. حين يكون بلد كسوريا رهيباً بهذه الشدة والفظاعة، فمن الطبيعي أن تفوق أعداد اللاجئين إلى خارج البلد الثلاثة ملايين. يصوّر «بلدنا الرهيب» قصّة واحد منهم، خرج بعدما صار البلد رهينة الإرهابَين، وبعدما «لم يعد في البلد غير...
المزيد
مقال في الميديل ايست اون لاين عن فيلم "انا آزرق" بقلم طارق ابو شقرا
21/10/2014
"حلمتُ بأنّي في مخيم اليرموك, غيرُ قادرٍ على الخروج منه, والناس في الداخل يسألونني: كيف دخلت إلى هنا ونحن محاصرون؟ كان لون الناس أزرق, وأنا لم تكن لديّ القدرة على الاستيقاظ. الصوت الوحيد الذي كنت أسمعه, كان صوت بيانو صديقي أيهم, الذي بقي داخل المخيم."
بهذه الكلمات يروي محمد نور أحمد أو (أبوغابي) كما يُعرّف عن نفسه (مخرج الفيلم) بلهجته الفلسطينية حلمه (أو كابوسه) الذي طالما رافقه منذ رحيله عن مخيم اليرموك في دمشق إلى لبنان. وهو الحلم (الكابوس) الذي يقوم على أساسه فيلمه التسجيلي الأوّل "أنا أزرق" (2014).
يبدأ الفيلم بلقطة لشارع اليرموك الرئيسي مع سيّارة إسعاف تتّجه بأقصى سرعة من...
المزيد
مقال عن فيلم "موسيقى الشارع" في موقع القدس العربي بقلم عبد الحاج
04/06/2014
بعد فيلمه الأول «بعدنا طيبين» وفيلم « تحت سماء حلب» يحاول المخرج السوري عروة مقداد في «شارع الموسيقى» ومن خلال كاميرته رصد رحلة مجموعة من العازفين السوريين في عالم الموسيقى والشباب والحرية، من دمشق إلى شوارع بيروت، ونقلنا إلى عوالم جديدة وشخصيات مغايرة تكسر الصورة النمطية التي اعتادت وسائل الإعلام الجماهيرية أن تصورها من خلال الوجود السوري في لبنان.
ثلاثة شبان موسيقيين وشابة مغنية اجتمعوا في بيروت بعد أن اضطروا لترك بلدهم سوريا بسبب الأحداث التي توالت منذ بدء الثورة، واتفقوا على تأسيس فرقتهم الصغيرة لموسيقى الشارع. وكان منزل أحد أصدقائهم المكان الوحيد المتوفر لديهم من أجل التدريبات. وأصبح شارع الحمراء...
المزيد