11/06/2013
في فيلمه التجريبي الأول "بعدنا طيبين" ، يحاول المخرج عروة المقداد، أن يسجل بعدسته ما يتم تغيبه وتجاهله عادة في وسائل الإعلام، متجاوزا صور الدمار والعنف، بمشاهد انسانية لحياة السكان في حي الشعار في مدينة حلب، ذلك الحي الذي تمطر عليه القذائف كل يوم منذ أن تم تحريره من قوات النظام السوري
يقول المخرج: "الدماء الكثيرة التي تنزف كل يوم لم تمنع الناس من مواصلة حياتهم، ثمّة رغبة عميقة في الحياة المحاطة بعريشة الموت. إنها المناطق المحررة، الحياة والثورة، تستمران بالرغم من قتامة المشهد وتعقيداته".
الصورة في "بعدنا طيبين" هي الشخصية الأساسية والحكاية ، حيث تنتقل الكاميرا بين وجوه البائعين المفترشين أرصفة حي الشعار، تحمل ثرثراتهم، لتكون ابتساماتهم الخيط الذي يفصلك عن مشاهد الخراب و آثار القصف، يقول المخرج: "الناس البسطاء، الباعة، الأطفال يطردون شبح الموت بابتسامات حميمة ونكات ساخرة كتعويذة تحمي أحلامهم الصغيرة بحياة كريمة وحرة كما يشتهون"، ويضيف عروة بخصوص فيلمه "حاولت أن أظهر للعالم، ما تم اخفائه وتجاهله بسبب تراكم العنف والدمار والقتل، ذلك الصمود تجاه الموت. هو الإنسان بحد ذاته عارياً من المسميات والشكل الإعلامي الذي دثروه به".
"بعدنا طيبين" هو إضاءه بسيطة على ما تم نسيانه، عن "اعتيادية" الحياة وسط الدمار، عن قدرة الانسان على الاستمرارية، عن الباعة المتجولين، عن الحياة التي تولد وتستمر وتقاوم.
إخراج: عروة المقداد
المدة: 5:18
سنة الإنتاج: 2013
إنتاج: بدايات