منذ بداية الثورة السورية حرصنا في "بدايات" كمشتغلين بالسينما الوثائقية، ان نتناول في موقعنا الالكتروني الكثير من القضايا الخلافية التي تخص الحق بالصورة وتخص إشكاليات تصوير العنف ومقاربة حرمة الموت والاجساد والبيوت.
واليوم نجد من الملح ان نسأل هل علينا انتظار مشاهدة فيلم سينمائي ما، لمناقشة ظروف تصويره وانتاجه؟ وهل من الضروري مثلا مشاهدة فيلم روائي يتناول المخرج فيه اعتداءات ١١ أيلول على نيويورك، وصور بعض مشاهده بإذن من النظام السوري في مدينة حلب المدمرة والتي تم تهجير سكانها، مستعيرا "لوكيشن" الإبادة هذا كاستعاضة عن برجي منهاتن، هل من الضروري مشاهدة هذا الفيلم حتي نكون قادرين على مقاربة هذا الفعل نقديا؟
هذه الأسئلة ليست خارج النقاش الذي يدور اليوم من حول الفيلم الروائي "جدار الصوت"، والذي تدور احداثه خلال الاعتداء الإسرائيلي على لبنان في العام ٢٠٠٦ وتم "استعارة" بعض مشاهد الدمار فيه من البلدات السورية المدمرة، بل ان هذه الأسئلة هي في صميمه ويكاد لا يستقيم النقاش من دون التطرق اليها.
من حق بيروت علينا كمدينة وكحيز ثقافي، ومن حق السينما بشكل عام، والسينما السورية واللبنانية بشكل خاص ان نطرح هذه الأسئلة وان نخوض بهذا النقاش، وقد طلبنا في موقع "بدايات" من الأصدقاء خالد صاغية وغسان سلهب وسامر فرنجية ورنا عيسى وبلال خبيز ورشا السلطي وأحمد غصين وروجيه عوطة ان يفتتحوا النقاش ولبوا مشكورين وسننشر مساهماتهم تباعا. من هنا السؤال مفتوح، والحوار مفتوح، والنقد مفتوح، والردود اكثر من مرحب بها، بعيدا عن التشهير والتخوين والرجم.