المعركة موت وحياة وتفاصيل يصنعها بشر وليست مجرد حدث عابر يعرض على شاشات التلفاز، هذا ما اكتشفته مخرجة فيلم القادسية عندما قررت ان تعيش مع كاميرتها جميع تفاصيل معركة القادسية التي دارت في ريف دمشق الجنوبي على ابواب دمشق بين مقاتلي الجيش الحر وقوات الجيش النظامي. في البداية الفكرة كانت في أن تسجل المخرجة بكاميراتها تفاصيل المعركة، منذ لحظة الصفر وحتى انتهاء القتال، لكن مع مرور الوقت ومع تقاسم المخرجة الشابة للحياة اليومية وللمخاطر التي يتعرض لها هؤلاء المقاتلين، وجدت المخرجة نفسها مرتبطة بعلاقة قوية مع المكان ومع المقاتلين الذين لطالما ارهبتها اشكالهم ونظراتهم، لتكتشف لاحقا بعد المدة الطويلة التي امضتها معهم، انها لم تعد بالنسبة لهم مجرد مصورة تحمل كاميرا، بل هي اصبحت بالنسبة لهم جزءا من مجموعتهم يحمونها ويخافون عليها وكما لو أنها إختهم أو ابنتهم، وهذا ما اشعرها بالامان والطمأنية، وسمح لها بان تستمر وتصر على البقاء هي وكاميرتها لتكونان شاهدتين على هذه المعركة حتى النهاية.
بعد عودتها الى حياتها الطبيعية وخروجها من هذه المنطقة المحاصرة، راحت المخرجة تتسأل عن طبيعة وملابسات العلاقة التي جمعتها مع هؤلاء المقاتلين و صعوبة المسافة التي يجب عليها أخذها منهم لتكون قادرة على إنجاز هذا الفيلم
حصل هذا الفيلم على دعم منحة "بدايات" للافلام الوثائقية عن دورة 2013