دفعتني الثورة السورية إلى نبش الحكايا المخبأة داخل منزل العائلة في بلدة قطنا (30 كم جنوب دمشق)، تلك القصص التي لم أتحدث عنها يوماً مع أسرتي.
المنزل الذي أصر والدي عبد الكريم المعارض للنظام السوري في عهد الأب والابن على أن يكون الوطن الصغير المنفصل عن ديكتاتورية البعث، الوالد الذي عانى في الثمانينات من الاستبداد وكم الأفواه والحريات غرق بديكتاتوريته الخاصة، والتي تجلت في علاقته مع أخي الأصغر أوس الذي يرى أن الثورة لن تستطيع مجابهة النظام الديكتاتوري كما لم يقوى هو على مجابهة والدي.
يرصد الفيلم اللحظات الأخيرة لحياة عائلتي في منزل قطنا قبل رحيلهم إلى مدينة اللاذقية البعيدة عن قذائف النظام، تنتقل الكاميرا مع أوس وزوجته وطفلتيهما، تلاحق العدسة ذاكرة والدتي المشبعة بمشاهد عنف زوجها، شريك حياتها على أخي. الأم التي ترى في الحراك الشعبي خراباً للبلد، على أنه مجرد رد فعل انتقامي ديني من قبل السنة تجاه العلويين جراء أحداث الثمانينات.
أقف خلف الكاميرا, تتكلم كل الشخصيات عن ما يخيفها لاحقا ليصبح الخوف في زمن البعث هو الحقيقة الوحيدة المسيطرة كنتيجة لهذا الزلزال الكبير الذي هز البلد من أعماقه.
حصل هذا الفيلم على دعم منحة "بدايات" للأفلام الوثائقية عن دورة 2014