كل ما أعرفه عن جدتي أفدوكيا هو أنها قدمت من تركيا إلى سورية حافية القدمين هرباً من المجازر الأرمنية قبل مئة عام من الآن، لتخفي بعدها هويتها وانتمائها وتبدل دينها وتنجب هذه العائلة.
لعل إحساسي بتشابه حكاياتنا هو ما دفعني للنبش في قصتها، فقد نزحت بدوري إلى تركيا بسبب الأحداث الدامية الحاصلة الآن في سورية.
أبدأ البحث في قصتها متجاوزة العلاقة المضطربة بيني وبين أمي، التي بدأت تجد في هذه الأحاديث منفذاَ ومهرباً لها من الواقع القاسي الذي تعيشه في حلب.
هذه الأحاديث قد ساعدت في تحسين العلاقة الباردة بيننا، بدأت تحكي لي قصصا وتفاصيلا أسمعها للمرة الأولى عنها وعن عائلتها وعن أفدوكيا. فأكتشف طباعاً وعادات مشتركة بيننا نحن الثلاثة ، وكأن أفدوكيا قد صبغت بطبائعها وخصالها وعاداتها الأجيال الثلاثة لعائلتي، والتي شهد كل جيل منها حرباً وحدثاً استثنائياً في تاريخ سورية، أثرت بدورها أيضاً على العلاقة المفككة بين الآباء والأبناء.
أخاف أن أتحول إلى نسخة عن جدتي أو أمي، وتتملكني الرغبة بإنهاء تلك اللعنة المتوارثة لدرجة أني بتّ أستبعد فكرة أن أكون أماً.
حصل هذا الفيلم على دعم منحة "بدايات" للأفلام الوثائقية عن دورة 2014