يحكي فيلم "بلدنا الرهيب" قصة الرحلة محفوفة المخاطر التي خاضها الكاتب السوري المعارض ياسين الحاج صالح برفقة المصور الشاب زياد حمصي، ابتداءا من مدينة دوما المحررة في الغوطة الشرقية ومرورا بالقلمون والطرق الصحراوية الوعرة ووصولا الى مدينة الرقة الواقعة شمال سوريا، لينتهي بهم المطاف الى المنفى المؤقت على الاراضي التركية.
اعتقل ياسين الحاج صالح في العام ١٩٨٠ وكان له من العمر عشرين عاما، و قضى في السجون السورية مدة 16 عاما. رغم ذلك فإن ياسين الذي كان واحدا من بين قلة من المثقفين السوريين الذين واكبوا من الداخل الحراك الثوري السوري منذ بداياته في العام 2011. وبعد سنتين من التخفي في مدينة دمشق اضطر ياسين الى مغادرتها متوجها مع زوجته سميرة الخليل الى مدينة دوما المحررة في الغوطة الشرقية.
يتفق زياد حمصي وعلي الاتاسي المقيم في مدينة بيروت أن يعملا معا على انجاز فيلم عن ياسين الحاج صالح، ومع بداية التصوير في دوما تنشئ علاقة صداقة بين زياد وياسين ويقرر زياد مرافقة ياسين في رحلته الشاقة باتجاه الشمال السوري.
في الطريق إلى الرقة المحررة حديثا، يكتشف ياسين أن مدينته الأم باتت تحت سيطرة التنظيم الإسلامي المتطرف “دولة العراق والشام الإسلامية” الملقب ب “داعش” وأن هذا التنظيم اختطف أخويه الاثنيين. يعيش ياسين متخفيا في الرقة لعدة شهور ويزور علي الأتاسي الرقة محاولا تصوير تطور العلاقة بين شخصيتي الفيلم ياسين وزياد .
سرعان ما يجد ياسين نفسه مرغما على الخروج إلى منفاه المؤقت في مدنية اسطنبول التركية. أما زياد فيعتقله تنظيم “داعش” وهو في طريق العوده جنوبا إلى مدينة دوما، ويمضي ما يقارب الشهرين في السجن، ليخرج بعدها هو الآخر إلى المنفى التركي.
وينتهي الفيلم مع ورود خبر اختطاف سميرة الخليل ورزان زيتونة ووائل حمادة وناظم حمادي من مدينة دوما على يد قوى اسلامية متطرفة.
تم تصوير هذا الفيلم على مدى عام كامل في عدة مناطق من سورية وتركيا، وهو يعرض للعلاقة بين جيلين انخرطا منذ البداية في الثورة، كل على طريقته، مع ما حملته لهما هذه الثورة من آمال وخيبات وانكسارات. ويصور هذا الفيلم من خلال مصائر شخصياته لمراحل الثورة السورية من بداياتها السلمية مرورا بمرحلة التسلح ووصولا الى قصف وتدمير المدن من قبل النظام وظهور التيارات الإسلامية المتطرفة ومحاولة سيطرتها على الثورة.
"بلدنا الرهيب" فيلم من إنتاج بدايات - 2014