مقابلة "بدايات" مع هاني موعد مخرج فيلم "ميرامية"
04/04/2014
مقابلة "بدايات" مع هاني موعد مخرج فيلم "ميرامية"
04/04/2014
- كيف جاءتك فكرة الفيلم؟
لن أقول أن الفكرة قد أتنتني بل في الواقع هي تعيش معي بشكل يومي، من خلال كل تفاصيل حياتي اليومية على وقع استمرار النكبات التي نعيشها بالمنطقة، ولحظات انتظار الفرج والعودة إلى أوطاننا، بالإضافة إلى الصراع الذي أعيشه حول هوية الانتماء لوطنين، فلسطين وسورية. خلال بحثي قبل إنجاز الفيلم قابلت الكثير من العائلات والشخصيات الفلسطينية التي خرجت من سورية مؤخراً، ووجدت أننا جميعاً نعيش نفس الحالة، نفس الصراع وتعدد النكبات علينا. ينتظر البعض العودة إلى سورية في حين أنهم في السابق كانوا يتظرون العودة إلى فلسطين وآخرون يريدون الهجرة من كل المنطقة العربية.
- ما الذي تريد قوله من خلال الفيلم؟
أردت ايصال هذا الصراع إلى الرأي العام، بأن الفلسطيني السوري لا تقل وطنيته تجاه سورية عن وطنية السوري نفسه تجاه بلده، فالفلسطيني كالسوري عاش نفس الظلم والمعاناة وكذلك تفاصيل الحرب في سورية، مضافة إليه معاناته الأساسية كونه مهجر عن بلده الأم، فلسطين. بالاضافة إلى ذلك، هناك أزمة الوثيقة التي تمنع الفلسطيني من السفر بسهولة حتى إلى البلدان العربية، وكأن كل تلك الظروف تدفعه إلى مغادرة المنطقة العربية والابتعاد عن وطنه.
- لماذا اخترت أن تعبر عن فكرتك من خلال هذا الشكل الفني أي الفيلم القصير؟
بسبب مساحة الحرية الموجودة في مثل هذا النمط من الأفلام من ناحية كسر وتيرة السرد السينمائي حيث سمحت لشخصية الفيلم "أبو الطيب" بأن تنتقل بين الماضي والحاضر والمستقبل بشكل بعيد عن النمطية، ودفع المشاعر إلى الذروة والعودة مباشرة بعدها إلى لحظات الاسترخاء. فأبو الطيب يخبرنا عن لحظات خروجه من سورية ومن ثم يذهب بنا إلى ماضيه في الثمانينات ثم يعود بنا إلى الحاضر وينتقل بعدها إلى المستقبل، لحظات من المراقبة والصمت ولحظات حميمية بعض الشيء بين الأب وابنه في صورة تعبر عن توارث النكبة من جيل إلى جيل.
- ماهي التحديات التي واجهتها باعتبار أن هذه تجربتك الأولى في صناعة الأفلام؟
أكبر التحديات هو أنني من من خلفية إعلامية أي عالم الأخبار والتلفزيون وفي هذا الفيلم انتقلت إلى عالم السينما. يعتقد البعض أنه لا يوجد أية صعوبة وفرق بين الاثنين، وهذا ليس صحيحاً. في عالم التلفزيون وبالذات الأخبار هناك قواعد ومبادئ نعمل وفقا لها، بينما السينما فالعمل فيها مختلف تماماً فالمجال مفتوح بشكل كامل للابداع وبناء فيلم وفق رؤية المخرج ولا يوجد قواعد أو مبادئ محددة للعمل فيها، وإن كانت القصة هي التي تحدد الأسلوب التي سوف يقدم فيها الفيلم. استمتعت فعلاً بهذه التجربة، وعملت قدر المستطاع أن لا يكون الفيلم تقريراً إخبارياً مطولاً إنما فيلماً وأتمنى أن ينال إعجاب المهتمين بهذا المجال.
- هل لديك رغبة بالمتابعة في مجال الأفلام؟ وأي نوع من الأفلام تحديداً؟
بالطبع أرغب في ذلك، خاصة أن هذا المجال يفتح الباب أمام الإبداع لا سيما أن كل صورة في الفيلم لها هدف معين وتملك رؤية معينة تعطي قيمة للفيلم. أرغب أن أجرب جميع أنواع الأفلام، الفكرة أن شكل الفيلم يتحدد وفقا للقصة وطريقة الطرح. لا أحبذ التقيد بنمط معين، وهذا المجال مفتوح للجميع وبطبعي أرفض أي شكل من أشكال الإقصاء حيث نسمع أحياناً أن بعض المخرجيين السينمائين الشباب أو الكبار منهم من يتذمر من فكرة دخول من هو غير سينمائي إلى هذا العالم. هذه الفكرة بالنسبة لي مرفوضة، الجميع لديه الفرصة في أن يكون مبدعاً وأن يقدم ما عنده.