أشكال الفيلم الوثائقي

"بالنسبة لي، الشكل هو قشرة المحتوى، والمحتوى هو لبّ الشكل، مثله في ذلك مثل جسم الإنسان، بجزئيه الداخلي والخارجي، فهما متلازمان، ولا يمكن فصلهما."   جان لوك غودار

الشكل الشعري
يجمع مقتطفات من العالم بأسلوب شاعري.
يضحي الأسلوب الشعري بتقاليد الاستمرارية في المونتاج وبمعنى المكان والزمن المرتبطان بموقع التصوير المحدد.  يعتمد هذا الأسلوب في طرحه تقديم مزاج معين أو لون معين، سعياً لإحداث تأثير ما في المتلقي.

الشكل التوضيحي
يتوجه بشكل مباشر للمتلقي في طرحه لقضايا في العالم التاريخي. ويتم طرح وجهة النظر في هذا الأسلوب من خلال عناوين أو من خلال السرد الذي يظهر على شكل تعليق "صوت الإله" الكلاسيكي. يعتمد هذا الأسلوب بشكل أساسي  منطق الإخبار الذي يتمثل في الكلمة. وعلى عكس الأساليب الأخرى التي تعتمد الصورة في نقل المعنى، يعتمد الأسلوب التوضيحي التعليق لتقديم وجهة النظر أو قضية الفيلم.

المراقبة
في هذا الأسلوب تتم مراقبة الأشياء كما تحدث، دون فرض تعليق أو استخدام إعادة التمثيل. ببساطة يراقب صانع الفيلم ما يحدث أمام الكاميرا دون تدخل. واقع أن صانع الفيلم موجود في موقع التصوير وأنه يتصرف كأنه غير موجود أي كأنه "ذبابة على الجدار"، يخلق الكثير من الجدل، حيث نتساءل مثلاً هل ما يجري في ذلك المكان سيكون ذاته في حال عدم وجود الكاميرا؟

الشكل التشاركي
يتمثل هذا الأسلوب بإجراء مقابلات أو التفاعل مع المشاركين فيها. وهنا نستطيع مقارنته بالأنتروبولوجيا التي تقوم على دراسة المجموعات وتتمثل بالعمل الميداني حيث يعيش الباحث الأنتروبولوجي ضمن مجموعة معينة لفترة من الزمن ويقوم بدراستها والكتابة لاحقاً عما تعلمه منها. كذلك يقوم بذلك صانع الفيلم الوثائقي من خلال الأسلوب التشاركي، حيث يعكس لنا تجربته في معايشة مجموعة ما مستخدماً أدوات وطرق الأنتروبولوجيا أو علم الاجتماع للقيام بذلك.

الشكل الانعكاسي
يتناول صيغة ومفاهيم الفيلم الوثائقي - كيف يمثل الأشياء، وليس فقط ماذا يمثل. في هذا الأسلوب يتم تركيز الانتباه على مسارات التواصل بين صانع الفيلم والمتلقي.

الشكل الأدائي
يصف القضايا الإنسانية بطريقة ذاتية، استناداً إلى تجربة شخصية، من خلال تقاليد الشعر والأدب والخطابة. وتتمثل السمة المشتركة هنا في المزج بين الواقعي والمتخيل. هذا الأسلوب يعمل على طرح تساؤلات حول ماهية المعرفة. عدا عن تقديم الوقائع، ما الذي يعبر عن فهمنا للعالم؟

يمكن لصانع الفيلم استخدام مزيج من الأساليب اعتماداً على طريقة رؤيته للعالم وما يدعو إليه الموضوع.

المراجع:
"A summary of Michael Rabiger’s book "Documentary Film". Appeared in: "Introduction to documentary 
by Bill Nichols, 2001