في الصحافة

في حلب "بعدنا طيبين - بقلم عبد الحاج"

21/06/2013

"بعدنا طيبين" جزء من محاولة توثيق الثورة السورية، هو إضاءه بسيطة على ما تم نسيانه، عن "اعتيادية" الحياة وسط الدمار، عن قدرة الانسان على الاستمرارية، عن الباعة المتجولين، عن الحياة التي تولد وتستمر وتقاوم.

 

في فيلمه التجريبي الأول "بعدنا طيبين" من إنتاج "بدايات"، يحاول المخرج عروة المقداد، أن يسجل بعدسته حال مدينة حلب التي تمزقها الحرب ببطء لكن بثبات، الدماء الكثيرة التي تنزف كل يوم لم تمنع الناس من مواصلة حياتهم، ثمّة رغبة عميقة في الحياة المحاطة بعريشة الموت. إنها المناطق المحررة، الحياة والثورة، تستمران بالرغم من قتامة المشهد وتعقيدات. الفيلم يبدأ بلقطة دم. لقد وقع الحدث بالفعل. لكنه أمام تلك الرهبة الجميلة للناس يغدو غير مهم وغير ملحمي. ويتحول صوت المكان صوت الناس وابتساماتهم وتفاصيل حياتهم هي البطلة. الصورة في "بعدنا طيبين" هي الشخصية الأساسية والحكاية ، حيث تنتقل الكاميرا بين وجوه البائعين المفترشين أرصفة حي الشعار، تحمل ثرثراتهم، لتكون ابتساماتهم الخيط الذي يفصلك عن مشاهد الخراب وآثار القصف.
 
يتحدث عروة عن تجربته الأولى بالإخراج قائلاً: "عندما وصلت إلى حلب أمضيت عدة أيام في طريق الباب (الشعار) عند مجموعة من الأصدقاء. لفتتني الحياة المستمرة في حلب رغم القصف والدمار، وكان هذا حافز للعمل على فيلم ينقل هذه الصورة التي لا تظهر على المحطات الإعلامية وهي صورة مغيبة على ما أعتقد عمداً". ويضيف" الناس البسطاء، الباعة، الأطفال يطردون شبح الموت بابتسامات حميمة ونكات ساخرة كتعويذة تحمي أحلامهم الصغيرة بحياة كريمة وحرة كما يشتهون، لقد عشت واحدة من أجمل لحظات حياتي. عندما وضعت الكاميرا في منتصف سوق الشعار وأخذت مشهد عام للسوق. تلك لحظة لم أحلم بها طوال حياتي. أن أصور دون أن يظهر عنصر الأمن ليقولي لي ماذا تصور؟ وإلى أي جهة تتبع؟ فالمعركة الحالية والتي يعرفها النظام جيداً هي معركة صمود. ولكي يصمد الناس لا بد من نقل صورة صمودهم البطولي وذلك جزء من مشروع عملت عليه مع مجموعة من الفنانين عن طريق قراءات مسرحية في سورية وقراءات مسرحية في بيروت مع أمل عمران.
 
ويضيف "حاولت أن أظهر للعالم، ما تم إخفاؤه وتجاهله بسبب تراكم العنف والدمار والقتل، ذلك الصمود تجاه الموت. هو الإنسان بحد ذاته عارياً من المسميات والشكل الإعلامي الذي دثروه به". لفيلم من وجهة نظر عروة هو "محاولة لتكثيف الصورة وتكثيف المكان، محاولة تجريبة لتجسيد أبسط تعريف للسيناريو: قصة تروى بالصور. تكثيف كل تلك الحرب ورويها عن طريق مجموعة من اللقطات اليومية الحياتية. حيث يصبح التفصيلي هو البطل. حاولت أن ألتقط تلك التفاصيل ليستطيع أن يراها الناس ليشعروا بالجمال الذي هم عليه في يومياتهم وأمام مجابهتهم الموت. بعيداً عن الحدث التراجيدي الذي يحدث على مقربة من المكان. أعتقد أنها محاولة لا أعرف ان نجحت بها أم لا ذلك يعود للناس وللنقاد".
 
وعن الصعوبات التي واجهت الفيلم يقول" ذهبت إلى حلب بتمويل ذاتي. لم أستطع تدبر مايك وذلك هو سبب مشكلة الصوت في الفيلم. عانيت من انقطاع الكهرباء المستمر فقد كنت أصور ببطارية واحدة وبكرت 8 غيغا. لكنني أعمل الأن على فيلم مدته 30 دقيقة أيضاً عن حلب".
"بعدنا طيبين" جزء من محاولة توثيق الثورة السورية، هو إضاءه بسيطة على ما تم نسيانه، عن "اعتيادية" الحياة وسط الدمار، عن قدرة الانسان على الاستمرارية، عن الباعة المتجولين، عن الحياة التي تولد وتستمر وتقاوم.
 
 
عن موقع اورينت نيوز

 
رابط المقابلة 
http://orient-news.net
 
المشاركة
عرض المزيد