الأخبار

المخرج السوري سامر عجوري يقرر الانسحاب من مهرجان "أيام قرطاج السينمائيّة" احتجاجا على مشاركة فيلم "مطر حمص" في المسابقة الرسميّة

23/10/2017

سامر عجوري ينسحب من "أيّام قرطاج السينمائيّة" رفضا لاستخدام السينما كأداة سياسيّة في التغطية على الجريمة والتعمية عن القاتل

قرّر سامر عجوري مخرج فيلم التحريك القصير "الولد والبحر" الانسحاب من مهرجان "أيّام قرطاج السينمائيّة" احتجاجًا على مشاركة الفيلم الروائيّ الطويل "مطر حمص" للمخرج جود سعيد، وقد أصدر في هذا الشأن بيانا مرفقا مع هذا الخبر يوضح فيه حقيقة موقفه. 

 

ونحن في "بدايات"، بصفتنا الجهة المنتجة لهذا الفيلم، نتضامن مع سامر عجوري ونثمن عاليا موقفه الأخلاقيّ والسينمائيّ الشجاع، وندعو السينمائيّين للتضامن مع هذا الموقف وعدم السماح في أن يكون فنّهم مطيةً لبروباغندا الأنظمة الديكتاتوريّة. وسنقومُ من الآن بجعل فيلم "الولد والبحر" مفتوحا للمشاهدة على الإنترنت حتّى يستطيع الجمهور التونسيّ والعالميّ مشاهدته بدون أيّ عائق.  تجدون الرّابط: هنا

 

لقد سبق ل"بدايات" على مدى الأعوام الأربعة الماضية أن شاركت في مهرجان "أيّام قرطاج السينمائيّة" في المسابقة الرسميّة في فيلمين من إنتاجها، هما  فيلم "بلدنا الرهيب" وفيلم "منازل بلا أبواب"، وهي اليوم، لا يمكن لها كمؤسسة تدعم إنتاج السينمائيّين الشباب،  إلا أن تتضامن وتقف إلى جانب سامر عجوري دفاعا عن حريّة السينمائيّين واستقلاليّة السينما العربيّة في وجه السلطات الديكتاتوريّة التي لا تتوانى عن استخدام السينما كأداة سياسيّة في التغطية على الجريمة وفي التعمية عن القاتل.

 

هنا نصّ بيان سامر عجوري المتضمّن إعلان انسحابه من المهرجان: 

منذ حوالي الشهر، تمّت دعوتي للمشاركة بمهرجان "قرطاج" ضمن فعاليّة الأفلام القصيرة خارج المسابقة، وقمنا بالفعل أنا ومؤسّسة "بدايات" - منتجة الفيلم -  بإرسال الفيلم، ظنًّا منّا بأنّ اختيار الفيلم كان بناءً على محتواه أو قيمته الفنيّة أو السرديّة ودون أي سؤال عن سياق المهرجان السياسيّ ولا عن أيّ أجندة سياسيّة، حينها قامت  لجنة المهرجان بإرسال دعوة شخصيّة لي كمخرج وصانع للفيلم للمشاركة في المهرجان في تونس‪.

 

ومنذ عدّة أيّام، صدرت قائمة بالأفلام المشاركة في المهرجان بكل فعاليّاته، ومن ضمن الأفلام الروائيّة المشاركة فيلم "مطر حمص" لمخرج النظام السوريّ و"جوزف غوبلز" القصر الرئاسي جود سعيد، والفيلم هو عمل يستغلّ فيه بشكل سافر حطام مدينة كاملة دمّرت تحت قصف طائرات الجيش العربيّ السوريّ ونيران دباباته لتكون خلفيّات سينمائيّة، بطريقة لا يمكن وصفها إلّا بأنّها تمثيل وتشنيع بجثة حمص‪.

 

وممّا لا يخفى عن إدارة مهرجان قرطاج واللجنة التي اختارت "مطر حمص"  أنّ الفيلم، وبكلّ وضوح، هو بروباغندا مخابراتيّة أسديّة منتجة من قبل النظام السوريّ تروّج عن طريقه لفكرة المؤامرة الخارجيّة وتتهمّ جهات إسلاميّة مختلفة أو غيرها بقتل أبناء حمص وتشريدهم وتدمير بيوتهم وحرقها. بل إنّ وجود الفيلم على قائمة أفلام المهرجان هو تصريح من إدارة مهرجان قرطاج بدعمهم لرواية النظام السوريّ المجرم وعرض الفيلم في صالات المهرجان هو مشاركة حقيقيّة في ترويج تلك البروباغندا‪.

 

ونظراً لرفضي القاطع لسياسة المهرجان تلك، فإنّني أنسحب من قائمة المشاركين فيه والمدعوين إليه كوني رافضاً أن يتمّ إدراج عملي في سياق واحد تحت مسمّى الفن السينمائي مع عمل للنظام السوريّ من جهة، ومن جهة أخرى أعتذر عن المشاركة بمهرجان يستغلّ الفن بهدف التطبيع السياسيّ مع المسؤول المباشر عن "دمّ حمص".

التوقيع : سامر عجوري

 

 

المشاركة