الأفلام القصيرة

بعدنا طيبين جزء 2

27/10/2014

في زيارتي الاخيرة كان حجم الدمار هائلاً والمدينة تكاد تكون مدينة اشباح في جزئها الممتدد من طريق الباب حتى كرم الجبل، إلا أن سوق الشعار بقي نابضاً بالحياة رغم كل التغيّرات التي عصفت بالمدينة والأهوال التي شهدتتها

مضى قرابة السنتان على زيارتي الأولى لمدينة حلب. كانت معركة الفرقان قد بدأت حينها، وحُرّرَ جزءٌ كبير من المدينة. وفي سوق الشّعار المتاخم لجبهة كرم الجبل وَضَعت كاميرتي لأول مرة في منطقة لا تخضع لسيطرة النظام دون أن أتعرض للمسائلة من أي جهة. كان السوق ينبض بالحياة رغم استهدافه المكثف من الطائرات والمدفعية، وذلك ما دفعني لإنجاز فيلم قصير عن السوق تحت عنوان “بعدنا طيبين” وكان الفيلم محاولة لنقل صورة مغايرة عمّا تنقله وسائل الإعلام، التي كانت تنقل الموت والمآساة فقط دون ان تنقل صمود الناس ومعنوياتهم العالية.

 

بعدها أمضيت فترة طويلة في المدينة في محاولة لصناعة فيلم طويل، لكن التغيرات الكثيفة التي عصفت بالمدينة كانت عائقاً أمام التفرغ لإنجازالفيلم، بالإضافة إلى أنني لم أكن متفرجاً على الحدث ومراقباً بل كنت منخرط فيه وجزء منه. أقتحم اللواء ٨٠ في محاولة شرسة لإستعادة حلب، فاستشهد العديد من الأصدقاء في المعارك وكانت ما يسمى “ داعش” قد اجتاحت أحياء حلب واعتقلت وقامت بتصفية العديد من الأصدقاء ايضاً.

 

خرجت من حلب دون أن أستطيع انجاز الفيلم بميزانية انتاجية صفر كانت آنذاك بعد اخراج داعش من حلب تكفل النظام بافراغ ما تبقى من النشاط الثوري النابض في المدينة بحملة براميل غير مسبوقة، عدت إلى حلب في محاولة لاستكمال الفيلم واستكمال مجموعة من الأنشطة التي كنا نقوم بها آن ذالك الا أنني لم استطع امضاء اكثر من 15 يوم بسبب كثافة البراميل التي وصلت إلى 100 برميل في اليوم.

 

 في زيارتي الاخيرة كان حجم الدمار هائلاً والمدينة تكاد تكون مدينة اشباح في جزئها الممتدد من طريق الباب حتى كرم الجبل، إلا أن سوق الشعار بقي نابضاً بالحياة رغم كل التغيّرات التي عصفت بالمدينة والأهوال التي شهدتتها.

 

اخراج: عروة المقداد

المدة: 6:29

سنة الانتاج: 2014

انتاج: بدايات

 

لمشاهدة "بعدنا طيبين" 1 يرجى زيارة: http://www.youtube.com/watch?v=t5md4PIINqk

المشاركة
عرض المزيد